الخميس، 19 يناير 2012

حتى الكوخ احترق !!

لمسة فى قصة 
                     حتى الكوخ احترق !!
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها .. ونجا بعض الركاب .. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألأقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة ماكاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه .. حتى سقط على ركبتيه ، وطلب من الله المعونة والمساعدة ، وسألأه أن ينقذه من هذا الوضع الأليم .. مرت عدة ايام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر ، وما يصطاده من أرانب ، ويشرب من جدول مياه قريب ،و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ، ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار .. وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ، ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة ، ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها ..فأخذ يصرخ : لماذا يا رب ..؟ حتى الكوخ احترق .. لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب عن هذا المكان .. والآن أيضا يحترق الكوخ الذى أنام فيه .. لماذا يارب كل هذه المصائب تأتى على ؟!
 ونام الرجل من الحزن وهو جوعان ، ولكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره .. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قاربا صغيرا لإنقاذه ..
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه : لقد رأينا دخانا ، فعرفنا أن شخصا ما يطلب الانقاذ !!!...
فسبحان من علم بحاله .. ورأى مكانه .. سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لاندرى ولا نعلم .. قاعدة عظيمة 
نعم قاعدة عظيمة لحياتنا :(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة الأية 216
فتقدير الله كله لنا خير وإن ظهرفى أوقات أنه شر .. فسبحانه الرحيم بنا ..فكم من محنة كانت حقيقتها منحة ، وكم من بلاء تجلى بعد ذلك عن نعماء لذلك ختم الله الأية بقوله:(والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) وصدق الشاعر حين قال :
رب أمر تتقيه
                جر أمرا ترتضيه 
خفى المحبوب من 
                وبدا المكروه فيه 
    ****************************************************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق